يعدُّ الذهب من أثمن المعادن النفيسة على وجه الأرض، فهو يتميز بجماله الفريد وقيمته الاستثمارية العالية. ومع وجود عيارات مختلفة للذهب (درجات نقاء متنوعة)، يبرز السؤال حول الفروق بين هذه العيارات والمميزات التي يتفوق بها كل منها.
فهمُ هذه الفروقات ضروري لمساعدة المشترين والمستثمرين على اختيار العيار الأنسب لاحتياجاتهم وأهدافهم. في هذه المقالة سنلقي نظرة شاملة على أبرز عيارات الذهب ومميزات كل منها، وكيف تلبي العيارات المختلفة احتياجات متنوعة من الزينة إلى الاستثمار، إضافة إلى نصائح حول كيفية معرفة عيار الذهب واختيار الأنسب لك.
ما هو عيار الذهب وكيف يُقاس؟
عيار الذهب هو مقياس لنقاء الذهب يشير إلى نسبة الذهب الخالص في السبيكة أو قطعة المجوهرات. يُعبَّر عن العيار بوحدة القيراط (Carat) حيث يمثل كل قيراط جزءًا من 24 جزءًا؛ أي أن الذهب عيار 24 قيراط يعني ذهبًا نقيًا بنسبة 24/24 (أي حوالي 99.9% ذهب خالص).
وبناءً على ذلك تتدرج عيارات الذهب الشائعة من 24 قيراط (أنقى وأغلى أنواع الذهب) نزولًا إلى عيارات أدنى تحتوي على نسب أقل من الذهب الخالص ممزوجة بمعادن أخرى.
فعلى سبيل المثال، يحتوي الذهب عيار 18 قيراط على 18 جزءًا ذهب و6 أجزاء معادن أخرى (نسبة ذهب حوالي 75%)، بينما يحتوي عيار 14 قيراط على 14 جزءًا ذهب و10 أجزاء معادن أخرى (نحو 58.5% ذهب).
كلما انخفض رقم العيار قلّت نسبة الذهب وازدادت نسبة المعادن المخلوطة، مما يؤثر على خصائص المعدن من حيث اللون والمتانة والسعر كما سنوضح لاحقًا.
أبرز عيارات الذهب ومواصفات كل منها
تتوفر عدة عيارات قياسية للذهب في الأسواق، ولكل منها نسبة مختلفة من الذهب الخالص مقابل المعادن المضافة. فيما يلي أهم العيارات الشائعة للذهب مع توضيح نسبة الذهب في كل منها وخصائصها المميزة:
- عيار 24 قيراط (≈99.9% ذهب خالص): أعلى درجة نقاء للذهب على الإطلاق، فهو ذهب خالص تقريبًا دون أي معادن أخرى. يتميز بلونه الأصفر اللامع الطبيعي. ورغم قيمته العالية، إلا أن هذا العيار لين جدًا (قابل للخدش والانحناء) مما يجعل استخدامه محدودًا في المجوهرات التي تُرتدى يوميًا؛ إذ يكون معرضًا للتآكل مع الاستخدام المستمر. لذلك غالبًا ما يُستخدم عيار 24 في السبائك الذهبية المعدّة للاستثمار أو في المشغولات الذهبية ذات الطابع الزخرفي التي لا تتعرض للاحتكاك المتكرر.
- عيار 22 قيراط (~91.6% ذهب خالص): يحتوي هذا العيار على نسبة ذهب مرتفعة مع خلط حوالي 8% معادن أخرى (مثل النحاس أو الفضة). بفضل هذه الإضافة يصبح الذهب أكثر صلابة بقليل من عيار 24 مع احتفاظه بلون أصفر غني ولمعان جذاب. يُستخدم عيار 22 بكثرة في صناعة الحُلي في بعض البلدان مثل الهند والشرق الأوسط حيث يفضلونه لدمجه بين النقاء العالي والمتانة المقبولة. ومع ذلك فهو لا يزال لينًا نسبيًا ويتطلب التعامل الحذر لتفادي الخدوش.
- عيار 21 قيراط (87.5% ذهب خالص تقريبًا): يُعد العيار الأكثر شيوعًا في كثير من أسواق الذهب العربية (مثل مصر والدول العربية الأخرى) نظرًا للتوازن الذي يقدمه بين نسبة الذهب العالية والمتانة. يحتوي على حوالي 87٪ من الذهب مع 13٪ معادن مخلوطة. يتمتع ذهب 21 بلون أصفر قوي، ويُعتبر صلبًا بدرجة أفضل من 22 و24 قيراط مما يجعله مناسبًا للمجوهرات التقليدية التي تُستخدم يوميًا بشكل معتدل. كثير من المشترين يرون فيه خيارًا ممتازًا يجمع بين القيمة والجودة، لذا يحظى بشعبية كبيرة في المشغولات الذهبية في البلدان التي تنتشر فيها الحلي التراثية.
- عيار 18 قيراط (75% ذهب خالص): أحد أكثر العيارات انتشارًا على مستوى العالم. يتم خلط 25% من وزنه بمعادن أخرى (مثل النحاس أو الفضة أو النيكل)، مما يمنحه صلابة أعلى ومتانة أكبر مقارنةً بالعيارات الأعلى منه. يتميز ذهب 18 قيراط بلون أصفر أقل لمعانًا من 21 أو 22 قيراط بسبب نسبة المعدن الأعلى، لكنه لا يزال محافظًا على مظهر فاخر. يُعد هذا العيار مفضلًا لصناعة معظم المجوهرات الراقية نظرًا لتوازنه بين الجمال والقوة؛ فهو كافٍ للاستخدام اليومي دون أن يتعرض للخدش أو الانحناء بسهولة، وفي نفس الوقت يحتوي نسبة جيدة من الذهب تجعله ذا قيمة. كثيرون يعتبرون عيار 18 الخيار الأمثل لخواتم الخطوبة والزفاف والمجوهرات الفاخرة للاستخدام الدائم.
- عيار 14 قيراط (58.5% ذهب خالص تقريبًا): يحتوي على نسبة تقارب 58٪ ذهب والباقي معادن إضافية (حوالي 42%). هذه التركيبة تجعل لون الذهب عيار 14 أفتح وأقل اصفرارًا (يميل إلى الأصفر الباهت) نتيجة ارتفاع نسبة الفضة أو النيكل فيه. يتمتع هذا العيار بمتانة عالية ومقاومة كبيرة للخدش والتآكل، لذا فهو شائع جدًا في المجوهرات المخصصة للاستعمال اليومي، خاصة في البلدان الغربية حيث يُفضل للأشخاص ذوي نمط الحياة النشط الذين يرتدون المجوهرات باستمرار. كما أن انخفاض نسبة الذهب فيه تجعل سعره أقل، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا جيدًا للهدايا ولمن يرغب في اقتناء ذهب بأسعار معقولة. (جدير بالذكر أن بعض الأسواق أدخلت مؤخرًا عيار 14 في الشرق الأوسط لكنه لا يزال أقل انتشارًا لاعتبارات ثقافية، حيث يميل الناس لعيارات أعلى تقليديًا).
الملاحظة: هناك أيضًا عيارات أخرى أقل انتشارًا مثل عيار 12 قيراط (~50% ذهب) وعيار 10 قيراط (~41.7% ذهب) وعيار 9 قيراط (~37.5% ذهب).
هذه العيارات تحتوي نسبًا منخفضة من الذهب وتُستخدم عادةً في مجوهرات منخفضة التكلفة أو في بعض الأسواق التي تفضّل المتانة العالية جدًا على حساب نسبة الذهب.
لونها يكون باهتًا جدًا مائلًا للبياض أو الاصفرار الخفيف بسبب ارتفاع نسبة المعادن الأخرى، كما أن قيمتها المادية أقل بكثير مقارنةً بالعيارات الأعلى.
الفرق بين عيارات الذهب من حيث النقاوة والصلابة واللون
عند المقارنة بين عيارات الذهب المختلفة، نجد أن الخصائص الرئيسية التي تختلف باختلاف درجة العيار تشمل نسبة النقاوة، والصلابة، واللون، وكذلك السعر والاستخدامات. فيما يلي توضيح لأهم هذه الفروقات:
النقاوة (نسبة الذهب الخالص): يعد الاختلاف الأبرز. فكلما ارتفع العيار زادت نسبة الذهب النقي في السبيكة. مثلًا الذهب عيار 24 هو ذهب نقي تقريبًا (99.9%)، أما عيار 18 يحتوي على 75% ذهب فقط والباقي معادن. لذا عيار 24 هو الأعلى نقاءً بين العيارات.
الصلابة والمتانة: تتناسب عكسيًا مع نسبة النقاوة. فالذهب الخالص (عيار 24) معدن لين جدًا؛ يمكن خدشه أو ثنيه بسهولة بسبب غياب المعادن المقوية.
بإضافة معادن صلبة إلى الذهب تقل النقاوة ولكن تزداد الصلابة. لذلك نجد أن عيار 14 و18 قيراط أكثر صلابة من العيارات الأعلى، مما يجعلها أكثر تحملًا للاستخدام اليومي. بكلمات أخرى، كلما انخفض العيار زادت متانة الذهب.
اللون: يؤثر مقدار ونوع المعدن المضاف على لون الذهب. الذهب الخالص 24 قيراط يتميز بلونه الأصفر الذهبي الساطع. مع تقليل نسبة الذهب (في 18 و14 قيراط مثلًا) يُصبح اللون أقل اصفرارًا وأكثر بهتانًا. إضافة النحاس إلى الذهب تعطيه لونًا ورديًا (زهريًا)، بينما إضافة النيكل والبلاديوم تمنحه لونًا أبيض.
على سبيل المثال، الذهب عيار 18 يمكن أن يظهر بعدة ألوان حسب نوع السبيكة: ذهب أصفر (فضة ونحاس بنسب متوازنة)، ذهب وردي (نحاس بنسبة أعلى يعطي لمسة حمراء) أو ذهب أبيض (يخلط مع نيكل أو بلاديوم). بشكل عام كلما قل العيار أصبح لون الذهب أقل صفاءً ويميل إلى ألوان السبائك المخلوطة.
السعر والقيمة: يرتبط سعر الذهب مباشرةً بنسبة الذهب في القطعة. العيارات الأعلى (مثل 22 و24) أغلى ثمنًا لأنها تحتوي ذهبًا أكثر، بينما تنخفض الأسعار مع انخفاض العيار.
مثلا، سعر قطعة من عيار 24 سيكون أعلى بكثير من قطعة مماثلة من عيار 14 بسبب فرق المحتوى من الذهب. لكن يجب ملاحظة أن تكلفة المصنعية (الصناعة والصياغة) قد تكون ثابتة أو حتى أعلى في القطع ذات العيار الأقل لتعويض جمالية التصميم، إلا أن القيمة المادية الذهبية نفسها تقل كلما انخفض العيار.
الاستخدامات المناسبة: بعض العيارات أكثر ملاءمة لأغراض معينة من غيرها. الذهب عالي العيار (مثل 22 و24) غالبًا ما يُستخدم في السبائك والعملات الذهبية والإدخار والاستثمار، وكذلك في المجوهرات الفاخرة التي لا تتعرض لكثير من الاحتكاك.
أما العيارات المتوسطة والمنخفضة (14 و18 قيراط) فهي الأنسب لصناعة المجوهرات اليومية والخواتم والأساور التي تتطلب تحملًا أكبر. لذلك تجد عيار 18 شائعًا في الخواتم والعقود الراقية، وعيار 14 منتشرًا في السلاسل والأطقم المخصّصة للاستخدام المتكرر. اختيار العيار المناسب يعتمد على توازن العوامل أعلاه وفق احتياج الشخص؛ فمثلًا من يريد خاتمًا صلبًا يتحمل العمل اليومي قد يفضّل 14 أو 18 قيراط، بينما من يهدف للاستثمار طويل الأجل قد يتجه لشراء سبيكة 24 قيراط.
باختصار، يمكن القول إن الذهب عيار 24 هو الأعلى نقاءً وقيمة لكنه الأقل صلابة، في حين أن الذهب عيار 14 أو 18 هو الأكثر صلابة ومتانة لكنه أقل نقاءً.
لذا يتم اختيار العيار بما يناسب الهدف من شراء الذهب: هل هو للزينة اليومية أم للإدخار أم مناسبة خاصة.
لماذا توجد عيارات مختلفة من الذهب؟
قد يتساءل البعض: لماذا لا يُستخدم الذهب الخالص دائمًا مادام هو الأكثر نقاءً وقيمة؟ الحقيقة أن تنوع عيارات الذهب لم يأتِ عبثًا، بل هو ناتج عن أسباب تقنية واقتصادية هامة:
- زيادة الصلابة لتحسين الخصائص العملية: الذهب الخالص (24 قيراط) ناعم جداً بطبيعته، مما يجعله غير ملائم لصنع مجوهرات تتحمل الاستعمال اليومي. إضافة معادن أخرى أكثر صلابة (مثل النحاس والفضة والنيكل) إلى الذهب الخالص تنتج سبائك أكثر قوة وصلابة، تقاوم الخدش والانحناء بشكل أفضل. هذا يمكّن الصائغين من صنع حُلي متينة تدوم طويلاً دون أن تفقد شكلها أو تتضرر بسهولة.
- تنويع الألوان والتصاميم: خلط الذهب بمعادن مختلفة لا يغيّر فقط المتانة، بل يتيح أيضًا الحصول على طيف من الألوان في المشغولات الذهبية. فبدلاً من اللون الأصفر فقط، أصبح لدينا ذهب أبيض (بخلط النيكل أو البلاديوم)، وذهب وردي أو أحمر (بزيادة النحاس)، وحتى ذهب أخضر بإضافة الزنك والفضة. هذه الألوان المتنوعة لم تكن لتتوفر بالذهب الخالص ذي اللون الأصفر الوحيد. وبالتالي تنوع العيارات أتاح للمصممين ابتكار تصاميم أكثر جاذبية وتنوعًا لتناسب مختلف الأذواق.
- خفض التكلفة وتوسيع قاعدة المشترين: العيارات الأقل نقاءً تعني ذهبًا أقل وسعرًا أقل. إدخال عيارات مثل 14 قيراط أو 10 قيراط جعل اقتناء المجوهرات الذهبية ممكنًا لشريحة أوسع من الناس نظرًا لانخفاض التكلفة مقارنةً بعيارات مرتفعة. فبدلًا من الاقتصار على عيار 21 أو 22 الغالي، يمكن شراء قطعة ذهب جميلة من عيار 14 بسعر معقول. هذا التنوع في الأسعار عبر العيارات المختلفة ساهم في زيادة انتشار الذهب كمجوهرات للاستخدام اليومي وليس فقط كترف للأغنياء.
- متطلبات صناعية وتخصصية: في بعض الصناعات أو الاستخدامات المتخصصة، قد يتطلب الأمر عيارات معينة لتحقيق خصائص فيزيائية محددة. على سبيل المثال، إلكترونيات أو موصلات مطلية بالذهب قد تستخدم ذهبًا منخفض العيار مخلوطًا لتحقيق صلابة أو لون معين. كذلك صناعة الساعات الفاخرة قد تختار سبائك ذهبية بتركيبات خاصة (مثل 18 قيراط بخلطة معينة) لضمان متانة الأجزاء مع الحفاظ على مظهر راقٍ.
بفضل هذه الأسباب مجتمعة، نجد في الأسواق عيارات متعددة من الذهب لتلبية مختلف الاحتياجات. فالتنوع في درجات النقاء سمح بجعل الذهب معدنًا عمليًا للاستعمالات اليومية (عن طريق خفض عياره)، وفي نفس الوقت أبقى خيار الذهب النقي جدًا متاحًا لمن يرغب بالاستثمار والادخار.
باختصار: تعدد العيارات هو حل ذكي للاستفادة من جمال وقيمة الذهب مع التغلب على بعض عيوبه الطبيعية مثل الليونة وارتفاع التكلفة.
علاقة العيار بلون الذهب (الذهب الأصفر والأبيض والوردي)
من الملاحظ أن لون الذهب يمكن أن يختلف من قطعة لأخرى، والعيار يلعب دورًا في ذلك إلى حد كبير. الذهب النقي 24 قيراط له لون أصفر غني ثابت هو اللون الطبيعي للذهب الخالص.
عند خلط الذهب بمعادن أخرى (أي خفض العيار)، لا تتغير المتانة فقط كما ذكرنا، بل يتغير أيضًا لون السبيكة الناتجة. بعض الأمثلة على تأثير العيارات والمكونات على اللون:
في عيار 18 قيراط (75% ذهب): نسبة 25% من المعادن الأخرى يمكن تعديلها للحصول على ألوان مختلفة. إذا كان الخلط with silver and copper in balanced amounts, we get the classic yellow gold. If we increase copper (around 20% copper, 5% silver), the alloy takes on a rose gold hue المائل إلى الوردي. وإذا أضفنا معادن بيضاء كالفضة والنيكل بدلاً من النحاس، نحصل على الذهب الأبيض ذو اللون الفضي اللامع (غالبًا تطلى قطع الذهب الأبيض بطبقة روديوم لمزيد من البياض واللمعان). وبالتالي، عيار 18 هو عيار مرن يتيح عدة ألوان حسب تركيب الخليط.
في عيار 14 قيراط: بسبب انخفاض نسبة الذهب وارتفاع نسبة المعادن الأخرى (~42%), يكون اللون الطبيعي للسبيكة أفتح بشكل ملحوظ من الذهب الأعلى عيارًا. غالبًا يميل لون ذهب 14 إلى الأصفر الباهت أو المائل للبياض إذا احتوى على نسبة فضة عالية. بعض أنواع ذهب 14 قيراط في الأسواق قد تبدو وكأنها ذهب أبيض غير لامع بدون طلاء، أو ذهب أصفر فاتح جدًا وفق المعادن المضافة. لذا كثيرًا ما يُستخدم هذا العيار للحصول على ذهب وردي فاتح أو ذهب أبيض اقتصادي دون الحاجة لنسبة ذهب عالية.
يمكننا القول إن درجة نقاء الذهب تؤثر على لونه: فكلما زادت النقاوة (العيار)، بقي اللون الأصفر هو المسيطر وأكثر إشراقًا؛ وكلما انخفض العيار وتنوعت الإضافات المعدنية، نتجت ألوان مختلفة من الذهب (أبيض، وردي، أخضر، أصفر باهت وغيرها).
وهذا يضيف بعدًا جماليًا آخر لتعدد عيارات الذهب، حيث يختار الناس ليس فقط نسبة النقاء بل أيضًا لون الذهب المفضل لديهم الذي قد يرتبط بالعيار.
كيفية معرفة عيار الذهب وتمييزه
عند شراء الذهب أو امتلاكه، من المهم معرفة العيار بدقة لأنه يحدد القيمة والسعر. لحسن الحظ، تفرض الأنظمة والقوانين في جميع الدول تقريبًا علامات مميزة (دمغة) على المشغولات الذهبية تدل على العيار.
إليك أهم الطرق لمعرفة عيار الذهب:
ختم العيار (الدمغة الرسمية): ابحث دائمًا عن ختم صغير مختوم على قطعة الذهب يحمل رقمًا أو رمزًا يدل على العيار. مثلًا، “24K” أو “999” يدل على ذهب عيار 24، “21K” أو “875” يدل على عيار 21 (حيث 875 جزء في الألف ذهب خالص)، “18K” أو “750” يدل على عيار 18، “14K” أو “585” يدل على عيار 14… وهكذا. هذه الأرقام قد تختلف قليلًا حسب نظام الدمغ في كل بلد، لكنها معيارية دوليًا بنسبة كبيرة. تأكد أن الختم واضح ومقروء؛ إذا كانت دمغة العيار غير واضحة أو غائبة تمامًا فهذا يدعو للشك وقد يشير إلى تلاعب أو أن القطعة ليست ذهبًا حقيقيًا. لذا تجنب شراء أي ذهب بدون علامة عيار موثوقة.
فحص الخبراء والأدوات: بائعو الذهب والخبراء يستطيعون تمييز العيار أحيانًا عبر النظر والاختبار السريع. فمثلًا، يمكنهم ملاحظة لون القطعة ودرجة لمعانها لتخمين إن كانت 18 أو 21 قيراط، كما يمكنهم استخدام حجارة الاختبار مع أحماض خاصة بكل عيار: يتم خدش قطعة الذهب على حجر ثم وضع حمض محدد القوة؛ يتفاعل الحمض مع المعادن في السبيكة ويظهر منه العيار التقريبي.
هناك أيضًا أجهزة إلكترونية حديثة تستطيع قياس تركيبة المعدن بدقة. لكن هذه الوسائل عادة لدى الصائغ. كمشتري، إن ساورك الشك يمكنك طلب فحص العيار أمامك لدى بائع موثوق أو مختبر فحص المعادن.
معرفة نظام العيارات في بلدك: بعض الدول لديها أنظمة دمغ مختلفة أو معايير إضافية. فمثلاً في بعض البلدان الأوروبية قد تجد ختمين: أحدهما للعيار والآخر شعار للورشة أو مكتب الفحص. في دول أخرى كالهند ودول الشرق قد ترى رموزًا محلية. لذلك من الجيد أن تكون على دراية بالرموز المستخدمة محليًا لعيارات الذهب، حتى لا يختلط عليك الأمر. بشكل عام الأرقام المذكورة أعلاه (999، 875، 750، 585 إلخ) هي الأكثر استخدامًا عالميًا. تأكد عند السفر أو شراء ذهب مستعمل من فهم معنى الختم الموجود على القطعة.
نصيحة: شراء الذهب يجب أن يكون من مصدر موثوق. ابحث عن محلات معتمدة وذات سمعة طيبة، واطلب فاتورة توضح عيار القطعة ووزنها. بهذه الطريقة تضمن حقك في حال تبين أي اختلاف في العيار بعد الشراء.
نصائح عند شراء الذهب بحسب العيار
اختيار عيار الذهب المناسب عند الشراء يعتمد على الغرض من الشراء وتفضيلات الشخص وميزانيته. إليك بعض الإرشادات السريعة التي تساعدك على اتخاذ القرار المناسب:
حدد هدف الشراء: هل تشتري الذهب من أجل الزينة والاستخدام اليومي أم من أجل الاستثمار والادخار؟ إذا كنت تشتري قطعة لارتدائها بانتظام (خاتم، سلسلة، إسورة يومية)، فمن الأفضل اختيار عيار متين مثل 14 أو 18 قيراط لضمان تحملها. أما إذا كان الهدف هو الاستثمار في الذهب على المدى الطويل (مثل سبائك أو جنيهات ذهبية)، فعندئذٍ عيار 24 الخالص هو الأنسب كونه يحتفظ بقيمته بشكل أفضل.
وازن بين النقاوة والسعر: تذكر أن ارتفاع العيار يعني سعرًا أعلى. حدد ميزانيتك واختر أعلى عيار يمكن أن تتحمله ميزانيتك دون إفراط. على سبيل المثال، إن كان الفارق كبيرًا في السعر بين 18 قيراط و21 قيراط لقطعة ترغب بها، فعيار 18 سيمنحك شكلًا جميلًا بسعر أقل مع متانة أعلى قليلًا، بينما 21 سيمنحك ذهبًا أكثر بقليل ولمعانًا أشد لكنه أغلى. القرار هنا يعود لتفضيلك الشخصي وللقدرة الشرائية.
فكّر في إعادة البيع: إذا كنت تهتم بقيمة إعادة بيع القطعة مستقبلًا، فمن الجيد معرفة أن الذهب عالي العيار يحتفظ بقيمته أكثر عند البيع. الذهب عيار 24 قيراط (سبائك أو عملات) هو الأفضل للادخار لأنه ذهب نقي لا يفقد من قيمته إلا نسبة بسيطة جدًا (مصنعية قليلة). بالمقابل، المجوهرات عيار 18 أو 14 عند بيعها يُخصم من سعرها جزء أكبر نسبيًا كمصنعية وضريبة، لكنك قد تستفيد منها بالارتداء والاقتناع أنك دفعت سعرًا أقل حين الشراء.
انتبه لعوامل الحساسية والجودة: بعض الأشخاص يعانون حساسية من النيكل المستخدم في سبائك الذهب الأبيض منخفض العيار. فإذا كنت تشتري ذهبًا أبيض أو ورديًا من عيار 14 أو 18 فتأكد من نوعية المعادن المضافة أو اختر السبائك الخالية من النيكل إن كانت بشرتك حساسة. أيضًا، كلما انخفض العيار زادت نسبة المعادن، فإن لم تكن من محبي خلط الذهب بمعادن كثيرة فالتزم بالعيارات الأعلى.
باختصار، اختر العيار بناءً على استخدامك المتوقع: للاستعمال اليومي العملي عيار 18 مثالي (أو 14 لمن يريد سعرًا أقل ومتانة أعلى)، وللهدايا والمناسبات الخاصة عيار 21 و22 يمنحان قيمة ولمعانًا تراثيًا محببًا، وللاستثمار الآمن طويل الأجل يبقى الذهب عيار 24 (سبائك ونقود) هو الخيار المفضل.
أسئلة شائعة حول عيارات الذهب
فيما يلي إجابات عن بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها الناس حول اختلاف عيارات الذهب واختيار أفضلها:
ما أفضل عيار ذهب للشراء؟
يتوقف ذلك على الهدف من الشراء. إذا كان الهدف اقتناء مجوهرات للإستخدام اليومي فالخيار الأفضل عادةً هو الذهب عيار 18 قيراط أو 14 قيراط.
هذه العيارات توفر توازنًا ممتازًا بين جمال الذهب ومتانته؛ فالذهب عيار 18 قيراط فيه نسبة ذهب جيدة مع صلابة كافية تجعله مقاومًا للخدش ويمكن لبسه دائمًا، وكذلك الحال مع عيار 14 الذي يضيف متانة أكبر بسعر أقل.
أما إذا كان الهدف الاستثمار أو الادخار، فإن الذهب عيار 24 قيراط (ذهب خالص) هو الأنسب لأنه الأعلى قيمة ونقاء.
كثير من المستثمرين يفضلون شراء سبائك أو عملات من ذهب 24 للاحتفاظ بالقيمة على المدى الطويل.
باختصار: للمجوهرات العملية اختر 18 أو 14 قيراط، وللاستثمار اختر 24 قيراط، وللجمع بين الزينة والقيمة قد يكون عيار 21 خيارًا وسطًا جيدًا لأنه شائع ويحمل قدرًا كبيرًا من الذهب وفي نفس الوقت متين نسبيًا.
أي عيار من الذهب يحتفظ بقيمته ولا يخسر عند البيع؟
الذهب عمومًا مخزن جيد للقيمة، ولكن كلما ارتفع العيار زادت القدرة على الاحتفاظ بالقيمة عند إعادة البيع. الذهب عيار 24 قيراط هو الأكثر حفاظًا على قيمته لأنه ذهب نقي 100% تقريبًا ولا يحتوي معادن مخلوطة تقلل من قيمته الجوهرية.
لذلك السبائك والعملات من عيار 24 هي الخيار الأمثل للادخار طويل الأجل. يليه في ذلك عيار 22 و21 قيراط لأن نسبة الذهب فيهما عالية (أكثر من 87%) مما يبقي معظم القيمة عند البيع.
أما المجوهرات عيار 18 و14 قيراط، فهي تحتفظ بقيمة ذهبية معتبرة أيضًا لكن نسبة المعدن الأقل تعني أن جزءًا من سعرها الأصلي كان مقابل الشغل والصنعة (المصنعية) والتي تُخصم عند البيع.
الخلاصة: لمن يريد الادخار، اشترِ أعلى عيار ممكن (يفضل 24 قيراط)؛ ولمن يشتري مجوهرات للزينة، عياري 18 و21 مقبولان ويحافظان على جزء كبير من القيمة لكن ليس بقدر الذهب الخالص.
ما هو أنقى وأفضل أنواع الذهب في العالم؟
يقاس “أفضل” نوع ذهب عادةً بدرجة نقاوته. لذا فإن الذهب عيار 24 قيراط يُعتبر أنقى وأفخم أنواع الذهب عالميًا من حيث النقاء والكثافة. فهو يحتوي على أعلى نسبة ممكنة من الذهب الخالص (99.9%) مما يكسبه لمعانًا وثقلًا مميزين.
هذا العيار مرغوب جدًا في الأسواق لغرض الاستثمار وفي بعض المجوهرات التقليدية (مثلاً في الصين والهند للمهور والمهرجانات). ومع ذلك، قد لا يكون الأنسب لكل الأغراض؛ فبسبب ليونته يُفضل الكثيرون عيارات أقل في المجوهرات اليومية كما ذكرنا.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هناك سبائك ذهب خاصة تبلغ نقاوتها 99.99% (تسمى أربعة تسعات أو Gold 9999) وهي أعلى درجة نقاء تجاري للذهب، وهذا ما نجده في بعض العملات والسبائك الكندية والسويسرية.
ولكن من منظور الاستخدام العملي في الزينة، يرى البعض أن الذهب عيار 18 أو عيار 21 هو “أفضل الذهب” لأنه يجمع بين نسبة ذهب عالية ومتانة مناسبة.
بالتالي إجابة هذا السؤال تعتمد على ما تقصده بـ”أفضل”: إن كنت تقصد الأغلى وأنقى فهو 24 قيراط بلا شك، وإن كنت تقصد الأكثر ملاءمة للمجوهرات فربما 18 أو 21 قيراط هي الأفضل كونها تستخدم فعليًا في أغلب قطع المجوهرات الراقية حول العالم.
ما هي عيوب الذهب عيار 18 قيراط؟
الذهب عيار 18 قيراط كما رأينا خيار ممتاز للمجوهرات، لكن لديه بعض العيوب أو النقاط السلبية مقارنة بالعيارات الأخرى الأعلى أو الأدنى منه:
نسبة الذهب فيه أقل من العيارات الأعلى: فهو يحتوي 75% ذهب، وبالتالي قيمته الجوهرية أقل من عيار 21 أو 22 أو 24. قد يشعر بعض الناس أن امتلاك ذهب عيار 21 أو 24 يمنحهم “ذهبًا أكثر” في نفس الوزن، بينما 18 قيراط جزء أكبر منه معادن غير ثمينة.
أغلى من العيارات الأقل دون أن يكون ذهبًا خالصًا: بمعنى أن عيار 18 سعره أعلى من عيار 14 مثلًا، لكن في النهاية كلاهما سيخدشان أقل من 21 و24. فالبعض يقارن ويقول: لماذا أدفع ثمن 75% ذهب في حين يمكنني دفع أقل والحصول على 58% ذهب (عيار 14) مع متانة أعلى قليلاً؟ هذا التفكير قد يقود البعض لتفضيل 14 قيراط لأسباب اقتصادية. عيار 18 يقع في المنتصف، لذا قيمته مقابل سعره ليست الأفضل إذا كان هدفك كمية الذهب بالسعر.
القساوة النسبية: عيار 18 رغم متانته الجيدة فهو لا يزال يحتوي ذهبًا كثيرًا مما يجعله أطرى من عيارات 14 و12 مثلاً. لذا قد لا يكون مناسبًا للقطع شديدة التعرض للصدمات ما لم تتم العناية بها. هو بالطبع أصلب من 21 و24، لكنه ليس الأقسى على الإطلاق. لذا يمكن خدشه أو انحناؤه إذا تعرض لعنف كافٍ.
التأثر بالعوامل الكيميائية: نظرًا لاحتوائه على خليط من المعادن، قد يتأثر الذهب عيار 18 ببعض العوامل مثل الكلور في مواد التنظيف أو ماء البحر (مقارنة بالذهب العالي النقاء). فقد تبهت لمعة بعض السبائك عيار 18 إذا لم تكن معالجتها جيدة ولامستها مواد كيميائية قوية. يُنصح دومًا بنزع المجوهرات عيار 18 أثناء السباحة في ماء مكلور أو استخدام المنظفات القوية حفاظًا عليها.
رغم هذه النقاط، يظل عيار 18 قيراط أحد أفضل الخيارات للمجوهرات الفاخرة، وعيوبه تعتبر نسبية إذا ما قورنت بعيارات أخرى. معظم الناس يرونه توازنًا ممتازًا بين الشكل والقيمة، ويدركون أن العيوب أعلاه هي أمور يمكن التعامل معها بالحرص وحسن الاختيار.
المحصلة
عيارات الذهب المختلفة توفر خيارات متنوعة لترضي كافة الأذواق والاحتياجات. سواء اخترت ذهبًا خالصًا عيار 24 للاستثمار، أو عيارًا متوسطًا مثل 18 للمجوهرات، فأنت تحصل في كل الأحوال على معدن ثمين له قيمته وبريقه الخاص.
تذكر دائمًا الموازنة بين ميزانيتك، والغرض من الشراء، والتفضيل الشخصي لجمال القطعة ولونها. بذلك ستتمكن من اختيار عيار الذهب الأمثل لك بثقة ومعرفة.