تخطى إلى المحتوى

الفرق بين الذهب المستعمل والجديد في ألمانيا: دليل شامل للمشترين والمستثمرين

  • بواسطة
يُعد السعر أول وأهم عامل يميز بين الذهب الجديد والمستعمل.

يحتفظ الذهب بقيمته الجوهرية سواء كان جديدًا أم مستعملًا، لكن فهم الفروق بينهما ضروري لاتخاذ قرار شراء صحيح.

في هذا المقال نستعرض بالتفصيل الاختلافات في السعر والجودة وإعادة البيع وغيرها، مع التركيز على السوق الألماني ومتطلباته.

الفرق في السعر

يُعد السعر أول وأهم عامل يميز بين الذهب الجديد والمستعمل. بشكل عام، يأتي الذهب الجديد بسعر أعلى من المستعمل نظرًا لعدة أسباب رئيسية:

المصنعية (تكلفة التصنيع): عند شراء قطعة ذهب جديدة من محل المجوهرات، فإن السعر يشمل تكلفة تصنيع القطعة وربح الصائغ. أما الذهب المستعمل الذي يُباع لاحقًا، فعادة لا يُضاف إليه مصنعية تُذكر. أي أنك عند إعادة بيع ذهب كنت قد اشتريته جديدًا، لن تسترد ما دفعته من رسوم التصنيع.

في المقابل، الذهب المستعمل غالبًا يُشترى ويُباع بقيمة قريبة من سعر الذهب الخام دون تلك التكاليف الإضافية. في ألمانيا تحديدًا، بعض محلات الذهب تعرض مشغولات ذهبية مستعملة بربح ومصنعية مخفضة جدًا (حوالي 1 إلى 2 يورو لكل غرام فقط) مقارنة بالمشغولات الجديدة.

الضرائب والرسوم: الذهب الجديد في كثير من الدول قد يخضع لضرائب معينة؛ فعلى سبيل المثال في ألمانيا تُفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 19% على الذهب غير الاستثماري (مثل المجوهرات) وتكون عادةً مضمنة في سعر البيع النهائي.

أما الذهب الاستثماري (سبائك وعملات ذهبية ذات نقاء عال وشهادات) فهو معفي من هذه الضريبة. بالنسبة للمجوهرات المستعملة المباعة من شخص لآخر مباشرةً، فلا تُطبق عمليًا ضريبة مضافة (لأن البيع ليس عن طريق تاجر مسجل يخضع للضريبة).

هذا يجعل الذهب المستعمل أرخص نسبيًا من الجديد عند الشراء من أفراد أو في سوق المستعمل. أما عند بيعك أنت لذهبك المستعمل إلى محل مجوهرات في ألمانيا، فعادة يتم الشراء منك بسعر يعادل سعر الذهب في البورصة مخصومًا منه رسوم إعادة صهر بسيطة بحوالي 0.5 يورو لكل غرام (أي أن التاجر يطرح جزءًا صغيرًا كتكلفة تكرير وربح).

أمثلة سعرية: سعر جرام الذهب يعتمد على العيار والسوق. على سبيل المثال، جرام ذهب عيار 21 في ألمانيا سعره الفوري حاليًا يقارب 82 يورو. يباع الذهب الجديد عيار 21 للمستهلك بأسعار تتراوح حوالي 84–86 يورو للغرام شاملًا المصنعية والضريبة، بينما الذهب عيار 21 المستعمل يباع بحدود 83–84 يورو للغرام.

هذا يعني أن المشترين يوفرون بضع يوروهات لكل غرام عند شراء المستعمل. وفي حالة بيعك لقطعة ذهب عيار 21 قديمة إلى محل، قد يعرض عليك حوالي 80.5–81 يورو للغرام (أقل قليلاً من سعر السوق). الخلاصة: القطع الجديدة سعرها أعلى لأنك تدفع ثمن الذهب مع المصنعية والضريبة، بينما المستعملة تدفع فيها ثمن الذهب تقريبًا وحده مع تكلفة تصنيع أقل بكثير أو معدومة.

الجودة والعيار

تركيب الذهب ونقاوته: من ناحية المعدن نفسه، الذهب هو الذهب لا يتغير سواء كان جديدًا أو مستعملًا. جودة الذهب تُقاس بدرجة نقاوته أي عياره (عدد القيراط أو نسبة الذهب الخالص في السبيكة).

فالذهب عيار 24 قيراط مثلاً نقي بنسبة ~99.9% وهو الأعلى قيمة، وعيار 21 حوالي 87.5% ذهب، وعيار 18 يحتوي 75% ذهب وهكذا.

في ألمانيا تنتشر عيارات مختلفة للمجوهرات أبرزها عيار 21 (875) و18 (750) و14 (585)، وحتى عيار 8 (333) يستخدم أحيانًا في قطع محدودة.

المهم هنا أن نقاوة الذهب لا تتأثر بكون القطعة جديدة أو مستخدمة. فالذهب المستعمل يحمل نفس نسبة الذهب الخالص التي صنع بها أول مرة، بشرط عدم خلطه بمعادن أخرى أو حدوث تفاعلات كيميائية غير اعتيادية (وهذا نادر جدًا لأن الذهب معدن شديد الثبات).

بمعنى آخر، كون الذهب “مستعملاً” يعني فقط أنه مملوك سابقًا وقد يكون مرّ بعمليات بيع وشراء، وليس أن معدنه فقد جودته أو نقاوته. لذا فإن قطعة ذهب عيار 21 مستعملة تظل 21 قيراطًا ما لم يثبت العكس بالفحص.

الحالة الفيزيائية والمظهر: الفروق في الجودة بين الجديد والمستعمل تتركز غالبًا في الشكل الخارجي وحالة القطعة وليس في جودة المعدن. الذهب الجديد يكون براقًا ولامعًا وخاليًا من أي خدوش أو علامات استخدام، وغالبًا بتصاميم عصرية حديثة.

أما الذهب المستعمل فقد تظهر على سطحه آثار استعمال بسيط مثل خدوش خفيفة أو بهتان في اللمعان نتيجة الاحتكاك والتخزين. هذه العيوب الشكلية سطحية ولا تؤثر على قيمة المعدن نفسه أو نقاوته، ويمكن في كثير من الحالات تلميع القطعة المستعملة لدى الصائغ لاستعادة بريقها (سنوضح ذلك في قسم الأسئلة الشائعة).

من جهة أخرى، القطع الجديدة تأتي أحيانًا بمعايير تصنيع أعلى أو دمغات أكثر وضوحًا (مثل ختم عيار بارز أو شهادة منشأ)، بينما القطع المستعملة تعتمد جودتها على ما كانت عليه عند إنتاجها أول مرة.

لذلك يُنصح دائمًا عند شراء ذهب مستعمل بفحص الختم (الدمغة) الذي يبين عيار القطعة والتأكد من صحته، أو طلب شهادة فحص نقاء إن أمكن.

فبعض القطع القديمة جدًا أو المستوردة قد لا تحمل دمغة حديثة واضحة، مما يتطلب تقييمًا من خبير قبل الشراء. لكن عمومًا، الذهب المستعمل ذو العيار المعروف لا تقل جودته المعدنية عن الذهب الجديد من نفس العيار.

إمكانية إعادة البيع

سيولة الذهب في السوق: يتميز الذهب عمومًا – سواء جديدًا أو قديمًا – أنه معدن ثمين مرغوب عالميًا ويمكن بيعه في أي وقت تقريبًا. لكن الذهب المستعمل له أفضلية واضحة في مسألة إعادة البيع: مرونته في التسييل دون خسارة كبيرة مقارنة بالذهب الجديد.

فمن اشتری قطعة ذهب مستعملة يكون قد دفع ثمنها قريبًا من سعر الذهب الخالص دون مبالغ إضافية كبيرة، وبالتالي عند بيعها لاحقًا ربما يستعيد معظم ما دفعه وفق سعر السوق.

أما من يشتري قطعة ذهب جديدة بثمن مرتفع شامل للمصنعية والضريبة، إذا أراد بيعها بعد فترة فلن يُقيمها المشتري إلا بقيمة معدن الذهب فقط (وزنًا وعيارًا) مخصومًا منه المصنعية التي دفعتها سابقًا وربما جزء من الرسوم.

بعبارة أخرى، الذهب الجديد عند بيعه يتحمل البائع خسارة تكاليف التصنيع والضرائب التي دفعها عند الشراء، في حين الذهب المستعمل لا يتضمن تلك التكاليف أصلاً أو سبق وأن تحملها مالكه الأول. وقد وُصف الذهب المستعمل بأنه “سر الأذكياء” في الاستثمار لهذا السبب.

مثال توضيحي لإعادة البيع: لنفترض أنك اشتريت خاتمًا ذهبيًا جديدًا بقيمة 200 يورو، منها 170 يورو ثمن الذهب الخالص (حسب الوزن والعيار) و30 يورو مصنعية وضريبة.

بعد فترة أردت بيعه، فإن الصائغ قد يعرض شراءه مثلاً بحوالي 170 يورو (حسب وزن الذهب وسعره يوم البيع وربما مطروح قليلًا كهامش ربح)، أي أنك تخسر فعليًا معظم ما دفعته في المصنعية والضريبة.

في المقابل، لو اشتريت نفس الخاتم مستعملًا مثلاً بـ172 يورو (قريب جدًا من سعر الذهب وقتها)، فإن خسارتك عند البيع ستكون محدودة جدًا لأن سعر شرائك كان بالفعل قريبًا من قيمة الذهب الجوهرية. هذا المثال التقريبي يؤكد أن المستعمل أكثر حفاظًا على القيمة عند إعادة البيع.

حالة القطعة ووثائقها: يجدر بالذكر أن حالة الذهب المستعمل تؤثر في سعر إعادة بيعه. فكلما حافظت القطعة على مظهر قريب من الجديد – بدون خدوش عميقة أو انبعاجات أو فقدان أجزاء – كان من السهل بيعها بسعر أعلى ضمن نطاق سعر الذهب.

أيضًا وجود فاتورة أصلية أو شهادة للقطعة الذهبية يعزز ثقة المشتري التالي ويرفع السعر المعروض لك عند البيع. ينصح الخبراء دومًا بالاحتفاظ بفواتير شراء الذهب، فهي إثبات للعيار والوزن وتضمن حقك عند البيع وتريح المشتري فيما يخص مشروعية واقعية الذهب.

في ألمانيا مثلاً، وجود فاتورة أو شهادة قد يكون حاسمًا خصوصًا عند بيع قطع ذات قيمة عالية، لأنه بدون إثبات قد يساور المشتري الشك في العيار أو المصدر مما يؤدي إلى خفض السعر المعروض مقارنة بما لو وُجدت أوراق تثبت أصل القطعة.

لذا يُستحسن طلب فاتورة مختومة عند شراء الذهب سواء جديدًا أو مستعملًا، والاحتفاظ بها.

الاستثمار

عند النظر للذهب من زاوية الاستثمار، يبرز الفرق بين الجديد والمستعمل وفق الهدف الاستثماري لكل شخص:

  • سبائك وعملات ذهبية (ذهب استثماري جديد): لمن يرغب في الاستثمار طويل الأجل وبأعلى قدر من النقاء والضمان، تعتبر السبائك الذهبية والعملات الجديدة (عيار 24 قيراط بنقاء ~99.9%) الخيار الأمثل. هذه المنتجات الذهبية تأتي دون مصنعية تُذكر (تكلفة تصنيعها بسيطة جدًا مقارنة بالمجوهرات) وبالتالي يُدفع ثمن الذهب تقريبًا وحده. كما أنها معفاة من الضرائب في ألمانيا كونها ذهب استثماري، وتحظى بقبول واسع عند البيع في أسواق المال العالمية. فالسبائك والعملات الرسمية يمكن بيعها أو رهنها بسهولة ولدى تجار معتمدين، مما يجعلها مخزن قيمة موثوق بعيدًا عن مخاطر التضخم والتقلبات الاقتصادية.
  • المشغولات الذهبية المستعملة: من ناحية أخرى، شراء الذهب المستعمل (مثل المجوهرات المستعملة أو حتى الذهب الكسر – القطع المكسورة أو التالفة جزئيًا) قد يُتيح نقطة دخول أقل تكلفة للمستثمرين الجدد أو أصحاب الميزانيات المحدودة. فبميزانية معينة يمكنك اقتناء كمية أكبر من الذهب عندما تشتري مستعملًا لأنك لا تدفع تكلفة تصنيع عالية. وقد بينت تقارير أن الذهب المستعمل يتيح فرصة لتحقيق ربح جيد عند ارتفاع الأسعار، نظرًا لأن فارق السعر بين الشراء والبيع يكون صغيرًا نسبيًا. هذا يجعله خيارًا مناسبًا أيضًا للاستثمار قصير المدى أو المضاربة على ارتفاع سعر الذهب؛ يمكنك شراء قطع ذهبية مستعملة قريبة من سعر السوق ثم بيعها عند ارتفاع السعر العالمي لتحقيق هامش ربح سريع.

أيّهما يختار المستثمر؟ الأمر يعتمد على استراتيجية المستثمر ومدة الاستثمار وقدرته على تحمل المخاطرة.

المستثمر الذي يهدف لحيازة ذهب نقي للغاية ومستقر لفترات طويلة (مثلاً للادخار لعشرات السنين أو لتأمين المهور والمستقبل) قد يفضل السبائك والعملات الجديدة ذات الشهادات الرسمية والعيار العالي. فهي تمنحه راحة البال من ناحية النقاء المؤكد والقبول العالمي وسهولة التخزين.

أما المستثمر الذي يسعى لعائد سريع نسبيًا أو لديه ميزانية محدودة، فقد يجد في الذهب المستعمل ضالته – وربما حتى في شراء المشغولات المكسورة أو غير المرغوبة (ذهب كسر) – ليستفيد من انخفاض السعر الأولي ثم بيعها عند ارتفاع السعر.

على سبيل المثال، بعض صائغي الذهب في ألمانيا يعرضون أيضًا شراء الذهب الكسر (الخردة) من الزبائن لإعادة تدويره؛ هذا الذهب الكسر يمكن للمستثمر شراؤه أحيانًا بأسعار أقل من سعر السوق بقليل ومن ثم بيعه بعد التنقية بسعر أعلى.

بالطبع، أيًا كان المسار الذي تختاره، تذكر أن تتابع أسعار الذهب العالمية وتقلباتها بشكل دقيق. فالذهب في النهاية سلعة عالمية تتأثر بالأحداث الاقتصادية والسياسية الكبرى، وتبقى قيمته الأساسية محفوظة على المدى الطويل سواء كان على شكل سبيكة جديدة براقة أو خاتم قديم مستعمل ورثته عن جدتك.

الحالات المناسبة لكل نوع

بعد استعراض الفروق، ربما تتساءل: متى ينبغي علي شراء ذهب مستعمل؟ ومتى يكون الذهب الجديد هو الأنسب؟

فيما يلي حالات أو سيناريوهات يكون أحد الخيارين أفضل من الآخر:

  • متى يُنصح بشراء الذهب المستعمل؟ إذا كانت الأولوية للتوفير المادي والحصول على أكبر قدر ممكن من الذهب مقابل ميزانية محدودة، فإن الذهب المستعمل خيار ممتاز. على سبيل المثال، الشخص الذي يرغب في اقتناء مصاغ ذهبي للزينة أو الاستثمار بدون دفع تكاليف زائدة سيجد مبتغاه في المشغولات المستعملة. كذلك من يبحث عن تصاميم قديمة أو كلاسيكية قد لا تكون متوفرة في الأسواق الآن، سيجدها غالبًا في سوق المستعمل وبسعر أقل. الذهب المستعمل مناسب أيضًا لمن يريد تنويع مقتنياته من الذهب؛ فبدلاً من شراء سبيكة واحدة جديدة بثمن مرتفع، يمكنه بنفس الثمن شراء مجوهرات متعددة مستعملة بإجمالي وزن أكبر من الذهب. أيضًا محبو القطع التراثية أو التاريخية يفضّلون المستعمل أحيانًا، فهناك حُلي قديمة تحمل قيمة عاطفية أو تاريخية لا تقدر بثمن حديث، واقتناؤها يعني امتلاك قطعة لها قصة وطابع فريد. باختصار، الذهب المستعمل مثالي في حالات: الميزانية المحدودة، الرغبة في كمية ذهب أكبر، البحث عن قطع بعبق تاريخي أو تصميم غير متوفر حديثًا، أو حتى لأغراض الاستثمار القصير والمتوسط الأجل كما ذكرنا.
  • متى يُفضّل شراء الذهب الجديد؟ إذا كنت تسعى لأعلى جودة ونقاء وضمان دون اعتبار كبير للسعر، فالذهب الجديد هو الاختيار الطبيعي. في مناسبات خاصة جدًا كحفلات الزفاف أو هدايا المواليد أو الخطوبة، يميل معظم الناس لشراء قطع جديدة تمامًا تحمل بريقًا مثاليًا ولم يمسها أحد من قبل. هناك أيضًا جانب نفسي واجتماعي، فالقطعة الجديدة تأتي من محل معتمد بفاتورة وربما بضمان أو شهادة، مما يمنح شعورًا بالطمأنينة بأن هذا الذهب مضمون المصدر والعيار. لذلك في المجتمعات العربية (بما فيها الجالية العربية في ألمانيا) قد يكون من المهم في مناسبات الزواج مثلاً إحضار ذهب جديد للعروس حفاظًا على العادات والتقاليد التي تربط الجديد بالتفاؤل والبداية الجديدة. كذلك المستثمرون الكبار أو المؤسسات يفضّلون السبائك والعملات الجديدة عند ضخ أموال كبيرة في الذهب، لضمان نقاء 99.99% مع شهادات منشأ، وتسهيل عمليات البيع مستقبلاً في أي سوق حول العالم. أخيرًا، لا ننسى من يستهويهم أحدث تصاميم المجوهرات؛ هؤلاء لن يرضيهم إلا الذهب الجديد حيث يطلق المصممون مجموعات حديثة كل عام تتماشى مع الموضة، وتكون القطع الجديدة براقة مع لمسة نهائية من الصائغ مباشرة. إذًا الذهب الجديد هو الخيار الأفضل في حالات: الرغبة بقطعة مضمونة وخالية من العيوب للاستخدام طويل الأمد، المناسبات الاجتماعية الهامة التي تتطلب هدية جديدة، أصحاب القدرة المالية العالية الذين لا يمانعون دفع تكلفة إضافية مقابل راحة البال، أو عشاق الموضة والتصاميم العصرية في المجوهرات.

نصائح للمشترين

سواء اخترت الذهب المستعمل أو الجديد، هناك إرشادات عامة تساعدك على شراء ذكي وآمن:

فحص العيار والنقاء: تأكد دائمًا من وجود ختم العيار على قطعة الذهب قبل شرائها (مثلاً نقش “18K” أو “21K” على المشغولة). هذا الختم هو ضمان لنقاء الذهب الحقيقي وفق القانون.

في حال القطع المستعملة القديمة التي ربما بهت ختمها، يمكنك طلب اختبار عيار الذهب عند الصائغ أو باستخدام جهاز تحليل خاص للتأكد من درجة النقاء. لا تتهاون في هذا الأمر خاصة عند شراء مستعمل من أفراد؛ عينك هي الحكم الأولى فلا بد أن ترى رقم العيار واضحًا أو تطلب شهادة.

الشراء من مصدر موثوق مع فاتورة: احرص على التعامل مع بائعين موثوقين ذوي سمعة جيدة، سواء متاجر معروفة أو صائغ مشهود له بالأمانة. عند الشراء اطلب دائمًا فاتورة شراء رسمية موثقة تتضمن تفاصيل القطعة (الوزن، العيار، السعر).

وجود فاتورة أو إيصال مختوم ليس مجرد ورقة، بل هي ضمان لحقك وإثبات للملكية والعيار، كما أنها ستسهل عليك بيع الذهب لاحقًا بسعر جيد لأن المشتري المقبل سيرى معك ما يطمئنه. إذا رفض البائع إعطاء فاتورة أو ماطل، اعتبر ذلك إشارة إنذار وأعد التفكير في الشراء منه. الفاتورة مهمة أيضًا حتى للذهب المستعمل بين الأفراد إن أمكن ذلك؛ على الأقل قم بتوثيق عملية الشراء كتابيًا لتجنب أي إشكالات مستقبلية.

فحص حالة القطعة: في حالة شراء الذهب المستعمل، عاين القطعة بدقة. تفقد المشغولات للتأكد من عدم وجود كسور أو خلل في السلسلة أو الإبزيم إن كانت قلادة أو سوار. انظر جيدًا إلى أماكن وصل الذهب ببعضه وإلى فصوص الأحجار (إن وجدت) لتتأكد أنها سليمة وغير ناقصة.

وجود خدوش سطحية أمر طبيعي ويمكن معالجته بالتلميع، لكن وجود انحناء شديد أو شرخ في هيكل القطعة قد يؤثر على متانتها وقيمتها. كلما كانت حالة الذهب المستعمل أقرب للجديد كلما كان أفضل لك. ويمكنك دائمًا طلب تنظيف القطعة عند الشراء لجعلها تلمع من جديد. بعض المحلات تقدم خدمة تلميع مجاني عند شراء الذهب المستعمل منها.

مقارنة الأسعار والتفاوض: قبل أن تشتري، قم بالاطلاع على سعر الذهب اليومي (مثلاً سعر غرام عيار 21) في الأسواق العالمية أو المحلية. هذا يعطيك مرجعًا لتقييم سعر البيع لدى المحلات. اسأل في عدة أماكن عن سعر القطعة المشابهة لتكوين فكرة عن متوسط السعر. تذكر أن سعر الذهب في المحل يشمل المصنعية وربح التاجر فوق سعر الذهب الخام.

لذا من حقك التفاوض خاصة عند شراء قطع ذات وزن كبير أو عدة قطع دفعة واحدة. الكثير من محلات الذهب تقبل التفاوض في جزء من المصنعية. مثلًا إن كان يُضاف 4 يورو لكل غرام كمصنعية، حاول التفاوض لخفضها إلى 3 أو 2 يورو خاصة إذا كانت القطعة مستعملة أو إذا كنت زبونًا دائمًا. المقارنة بين عروض المحلات المختلفة ستضمن لك الحصول على أفضل سعر ممكن بدون مغالاة.

الالتزام بالقوانين المحلية: عليك مراعاة الأنظمة الخاصة بتجارة الذهب في البلد الذي تتواجد فيه. فمثلاً في ألمانيا هناك حد أقصى للمشتريات النقدية بدون تسجيل هوية؛ حيث يمكن شراء الذهب نقدًا بدون إبراز هوية إذا كانت قيمة الشراء أقل من 2000 يورو، أما ما زاد عن ذلك فيستلزم تقديم إثبات الهوية وفق القوانين. لذا إذا كنت تخطط لشراء كمية كبيرة من الذهب (سواء سبائك أو مجوهرات)، كن جاهزًا لإجراءات التعرف على الهوية والمتطلبات القانونية الأخرى.

أيضًا من الجيد التأكد أن القطعة الذهبية – جديدة أو مستعملة – مختومة بختم العيار القانوني (Hallmark) المعتمد في بلدك؛ في ألمانيا مثلًا الختم قد يكون رقم العيار (مثل 585 لعيار 14) أو رمز الشركة المصنعة إضافةً لرقم العيار. شراء الذهب بدون دمغة رسمية أو من مصادر مشبوهة قد يعرّضك للمساءلة القانونية أو لخسارة أموالك إذا تبين أنه غير نقي أو مسروق.

ابتعد عن الصفقات المريبة عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي لبيع ذهب رخيص بدون فواتير، فقد حذرت جهات الاختصاص من انتشار حالات غش في بيع ذهب مستعمل عبر الإنترنت دون رقابة أو ضمان. خلاصة النصيحة: التزم بالشراء الآمن الموثق لتضمن راحة البال وحماية استثمارك.

أسئلة شائعة

هل يمكن تلميع الذهب المستعمل ليبدو كالجديد؟

نعم، يمكن تلميع الذهب المستعمل لاستعادة بريقه ولمعانه إلى حد كبير. يستخدم الصاغة مواد وأجهزة خاصة لتنظيف وإزالة الأكسدة والترسبات عن المشغولات الذهبية القديمة.
حتى أنك تستطيع ببعض الطرق المنزلية الآمنة (كالتنظيف بالماء الدافئ والصابون الخاص بالمعادن أو باستخدام قماش تلميع ناعم) أن تحسن مظهر القطعة قليلاً.
بعد التلميع المحترف تعود القطعة أقرب ما يكون للجديدة في المظهر الخارجي. لكن يجب معرفة أن التلميع يؤثر فقط على الطبقة السطحية؛ فهو لا يغير من نقاوة الذهب أو وزنه إطلاقًا.
قد تختفي الخدوش السطحية البسيطة تمامًا ويزداد لمعان الذهب، أما الخدوش العميقة جدًا أو فقدان الطبقة الأصلية (مثل الطلاء الخارجي إن وُجد) فقد تبقى آثارها خفيفة حتى بعد التلميع.
باختصار، التلميع حل ممتاز لتحسين شكل الذهب المستعمل وجعله يبرق مجددًا، لكنه لا يحول القديم إلى جديد تمامًا ولا يزيد من قيمته المادية الأساسية إن لم يكن هناك تغير في وزن الذهب.

هل الذهب المستعمل يُباع بسعر السوق نفسه؟

في العادة لا يُباع الذهب المستعمل بالسعر الكامل للسوق كما هو الحال في الذهب الخام أو السبائك. عند بيع مشغولات ذهبية مستعملة (خواتم، قلائد، إلخ)، يقوم المشتري – سواء كان صائغًا أو تاجر ذهب – بخصم جزء من سعر الجرام مقابل المصنعية والضرائب التي كان قد دفعها أول من اقتنى القطعة.
فالتاجر سيعيد بيع الذهب بعد صهره أو تنضيفه، ولذلك يترك لنفسه هامش ربح. مثلاً ذكر تقرير أن بائع الذهب القديم في أحد الأسواق تكبد خسارة المصنعية كاملةً بالإضافة إلى حوالي 6 إلى 8.5 جنيهات لكل جرام عند بيعه (وكان هذا المثال في مصر على عيار 18 و21).
في ألمانيا وآسواق أوروبا، الأمر شبيه – مع الفارق في العملة والتكاليف – حيث يحتسب المشتري قيمة الذهب وفق السعر العالمي ويطرح مقدارًا صغيرًا كهامش (ربما نصف يورو إلى يورو لكل غرام كما أشرنا). لذا السعر الذي يعرض لك سيكون عادةً أقل بنسبة بسيطة (ربما 1-3%) من السعر النظري للذهب الخالص في تلك اللحظة.
الجدير بالذكر أنه كلما كانت القطعة أقرب للحالة الجديدة ومعها فاتورة كما أسلفنا، قد يقل هذا الفارق لأن التاجر قد يعيد بيعها كقطعة مستعملة بحالة ممتازة وليس كمجرد ذهب خردة.
بشكل عام، يظل الذهب المستعمل خيارًا اقتصاديًا جيدًا عند الشراء لأنه يوفر عليك دفع المصنعية العالية، لكن عند البيع توقع أن يُخصم جزء بسيط مقارنة بسعر السوق كربح للمشتري.

هل يجب دفع ضريبة عند شراء الذهب المستعمل في ألمانيا؟

يعتمد ذلك على نوع الذهب ومصدر الشراء. إذا كنت تشتري سبائك ذهب أو عملات ذهبية للاستثمار في ألمانيا فلن تدفع ضريبة قيمة مضافة (VAT) على هذه المقتنيات، لأنها تعتبر ذهبًا استثماريًا معفيًا من الضرائب.
أما عند شرائك مجوهرات ذهبية جديدة من محل في ألمانيا، فسعرها يتضمن ضريبة القيمة المضافة بنسبة 19% (وهي ضمن السعر النهائي كما ذكرنا) باعتبارها ذهبًا غير استثماري.
الآن بالنسبة لشراء الذهب المستعمل: إن اشتريته من فرد بشكل شخصي (مثلاً عبر الإعلانات المبوبة أو من معارف) فلا توجد ضريبة لأن الصفقة بين شخصين وليست عملية بيع تجاري رسمي.
أما إذا اشتريت ذهبًا مستعملًا من متجر أو تاجر مرخص يبيع المشغولات المستعملة، ففي الغالب السعر يشمل ضريبة بهامش بسيط جدًا أو يُطبق نظام هامش الربح الخاص بالسلع المستعملة حيث يدفع التاجر الضريبة على الربح فقط وليس على كامل قيمة السلعة.
في كل الأحوال، ستجد أن تكلفة الضرائب في الذهب المستعمل أقل بكثير من الذهب الجديد. من المفيد أن تسأل البائع مباشرةً إن كان السعر المعروض شامل الضريبة أم لا، خاصة عند الشراء من متجر.
وبشكل عام ننصح بالحصول على فاتورة حتى عند شراء المستعمل من متجر؛ الفاتورة توضح إذا ما تم تضمين ضريبة أم لا، وتحميك كمشتري بحيث لا تدفع أي رسوم غير معلومة.
تذكر أن إعفاء الذهب الاستثماري من الضريبة يعني أنك إن كنت ترغب بالادخار البحت فقد يكون من الأفضل شراء سبيكة 24 قيراط بدلًا من سلسلة ذهب عيار 21 جديدة عليها ضريبة – وهذا قرار يرجع لهدفك من الشراء. أما الذهب المستعمل كقطع مجوهرات فهو وسط جيد: تحصل على زينة واستثمار معًا بسعر قليل الضرائب نسبيًا.

في الختام

الذهب الجديد والمستعمل كلاهما له مزاياه؛ الجديد يوفر لك تألقًا وضمانًا أكبر، والمستعمل يمنحك وفورات مالية وقيمة قريبة من الذهب الخام. القرار بينهما يعتمد على ميزانيتك وهدفك من الشراء.

كثيرون من الخبراء يرون أن الاحتفاظ بمزيج من السبائك (ذهب جديد عيار 24) وبعض المجوهرات المستعملة عالية العيار يمكن أن يكون استراتيجية متوازنة – السبائك للادخار طويل الأجل، والمجوهرات المستعملة للزينة ولمواجهة أي طارئ مالي بإعادة بيعها دون خسائر كبيرة.

مهما كان خيارك، تعامل بحكمة وطبق النصائح المذكورة لتحقيق أفضل قيمة من استثمارك في الذهب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *