شهدت أسعار الذهب تقلبات كبيرة منذ أن بلغت ذروتها عند 2790 دولارًا في نهاية أكتوبر. تراجع المعدن الأصفر بأكثر من 8.2% من أعلى مستوى له حتى وقت كتابة التقرير، ولكن وفقًا لبعض المحللين، لا ينبغي للمتداولين فقدان الأمل، حيث لطالما تميز الذهب بسوق خاص به، وقد يشهد قريبًا عودة للطلب الذي أثار أكبر موجة ارتفاع له في العقود الأخيرة.
الذهب يتبع قوانينه الخاصة
كتب محللون في “Pretiorates”: “الذهب هو الأكثر تأثراً بالعواطف بين الأصول المالية، ويتم تداوله بشكل مختلف عن أي شيء آخر”. وأضافوا: “على عكس السلع الأخرى، كل أوقية جديدة يتم استخراجها تُضاف إلى المخزون الموجود من الذهب. يتحرك الذهب من خزينة إلى أخرى بأشكال مختلفة، وأحيانًا يُعاد صهره ليصبح مجوهرات، سبائك، أو عملات، ولكنه لا يُستهلك ولا يُفقد. يُستخرج حوالي 3500 طن من الذهب سنويًا تُضاف إلى المخزون العالمي.”
وأشار المحللون إلى أن هذا يختلف عن أسواق المواد الخام الأخرى مثل الفضة والنحاس والمعادن الأخرى، التي تتناقص بفعل الاستهلاك أو التصنيع.
معدلات إعادة التدوير والتأثير على الطلب
“على عكس الذهب، لا تُعاد تدوير المعادن الأخرى بمعدل يقارب 99.9%”. وأكدوا أن “جزءًا كبيرًا من الإنتاج السنوي يُستهلك ولا يعود للسوق.”
وأوضحوا أن الطلب يمكن أن يرتفع وينخفض لأسباب دورية مختلفة. فكلما ارتفع السعر، قل الطلب لأن الذهب يصبح مكلفًا. والعكس صحيح؛ كلما ارتفع السعر، زاد استعداد حاملي الذهب لتحقيق الأرباح، مما يجعل من الصعب على السعر أن يرتفع أكثر.
تأثير الانخفاض في السعر على قرارات البيع
عندما تنخفض أسعار الذهب، يصبح حاملو الذهب أقل استعدادًا للبيع “لأنهم يعتبرونه رخيصًا للغاية”. وذكر المحللون: “تعتبر التوقعات بوصول سعر الذهب إلى 10,000 دولار أمرًا معقدًا، حيث قد يفضل العديد من مالكي الذهب بيعه إذا وصل إلى 5,000 دولار للأوقية.”
وأضاف المحللون أن ارتفاع سعر الذهب بشكل سريع قد يؤدي ارتفاع سعر الذهب بشكل سريع إلى حالة يصبح فيها حاملو الذهب أكثر استعدادًا للبيع، بينما يتردد المشترون في الشراء.
الصين والأسواق الغربية
أشار المحللون إلى أن توقف بنك الشعب الصيني عن شراء الذهب لعب دورًا في توقف موجة الارتفاع. وأضافوا أن “يتم تداول الذهب في شنغهاي بأسعار أقل مقارنة بالأسواق الغربية” كما أشاروا إلى أن الأسواق الغربية لم تشهد حركة كبيرة في تجارة الذهب، ما يشير إلى نوع من اللامبالاة.
تصحيح سوق الذهب وعودة الحركة
شهدت الأيام الأخيرة تصحيحًا قويًا في أسعار الذهب، مما أثر على أسهم شركات التعدين التي وصلت إلى مستويات دعم مهمة. وذكر المحللون أن “توازن القوى” يشير إلى حركة تصحيحية قادمة.
وفيما يتعلق بالبلاديوم، أشار التقرير إلى أن السوق شهد انخفاضًا دون مستوى 1000 دولار للأوقية، إلا أن تراجع المراكز القصيرة من قبل المستثمرين غير التجاريين يشير إلى تغير في توقعات المستثمرين نحو مزيد من التفاؤل.
رغم التصحيحات الأخيرة، يتوقع المحللون أن تشهد أسعار الذهب انتعاشًا قريبًا، مدفوعة بتحرك معاكس في السوق وزيادة اهتمام المستثمرين الكبار بالاستثمار طويل الأجل في المعادن النفيسة.
المصدر: Kitco News